Thursday 10 March 2016

الثقة بالنفس

هل واجهتك مشكلة في بناء ثقتك بنفسك؟ لا تقلق، فأنت لست وحدك. في عالمنا اليوم، كل شخص لديه مشكلة في بناء ثقته بالنفس، ومفاتح الحل هو بالمثابرة في إيجاد السُبل التي تُطوِّر من ثقتك بنفسك بحيث يمكنك أن تكون ناجحاً في حياتك. فيما يلي مجموعة من المقترحات والتي من السهل تطبيقها في حياتك اليومية:

• تعرف على نقاط قوتك وضعفك: خُذ اختباراً لتقييم المهارات، فهو وسيلة رائعة لتحديد نقاط القوة والضعف لديك بناءاً على مقاييس معتمدة. وعندما تُدرك ماهية هذه النقاط، قُم بالتركيز على تعزيز ما يُمكنك القيام به من أمور بشكل جيد، وفي الوقت ذاته اعمل على دعم وتطوير نقاط الضعف. وتذكر بأنه لا يوجد شخص متميز في كل شيء.

• تَقـبَّل نفسك: في هذا العالم كل شخص لديه شخصية فريدة من نوعها، لذا من المهم أن لا تُؤنب نفسك حيال ما لا يمكنك القيام به. وبدلاً من الشكوى حول ضعفك، حاول إيجاد السُبل لتحسين حياتك من خلال تعلم مهارات جديدة.

• تذكر نجاحاتك: العديد من الناس غالباً ما تُخطئ عندما تُقلل من قيمة نجاحاتهم وتركز على أمورٍ ما زالوا يصارعونها. لذا ذكِّر نفسك دائماً بما حققته من إنجازات في الماضي مهما صغر حجمها، ولا تُقلل من قيمة الأمور الإيجابية في الحياة، وتوقف عن التركيز على الجوانب السلبية في حياتك.

• اقرأ ما هو إيجابي: من المهم أن تقرأ ما يُشعرك بالثقة. وانصح بقراءة شيء إيجابي يومياً، على سبيل المثال - بقراءة كتب "المساعدة الذاتية" (بالانجليزية: self-help) ومن ثم كتابة الأمور التي تُشكل دافعاً لك نحو التطور ومحاولة القيام بها. وتذكر بأن لا تركز على ما يبث القلق والخوف في نفسك.

شيك بنص مليون دولار
يُحكى أن أحد رجال الأعمال كان جالساً ذات يومٍ في حديقة عامة والحزن يملأ ملامح وجهه، فهو غارق في الديون ولا يرى مخرجاً لما هو فيه من ضائقة مالية، فالدائنين بدءوا في تضييق الخناق عليه، والموردين أخذوا يطالبونه بدفع مستحقاتهم. وبينما هو يتساءل عما إذا كان بإمكانه إنقاذ شركته من الإفلاس، مر امامه فجأة رجل مُسن وقال له: "يا بُني، ما لي أراك قلقاً"؟ فأجابه رجل الأعمال وسرد له مشكلته. بعدما استمع إليه، قال الرجل المُسن: "دعني أساعدك" وكتب شيكاً مصرفياً باسم رجل الأعمال، ثم قال: "خذ هذه النقود وقابلني هنا بعد عام واحد، حينها يمكنك أن تسدد لي قيمة الشيك" ودس الشيك في جيب رجل الأعمال وغادر مسرعاً.

ذُهل رجل الأعمال حين اطلع على قيمة الشيك ووجد أنه بقية 500 ألف دولار أميركي ومُوَقَّع من قِبل رجل السيد John D. Rockefeller والذي كان حينها من أحد أغنى الأثرياء في العالم! أدرك رجل الأعمال أن بإمكانه حل جميع مشكلاته المالية، ولكنه بدلاً من ذلك فَضَّل أن لا يصرف الشيك حالاً وأن يستغله كصمام أمان يمنحه الطمأنينة وراحة البال إلى حين إنقاذه لشركته من الإفلاس. ومع تفاؤله مجدداً، بدأ رجل الأعمال في المفاوضة للحصول على تمويل أفضل وبشروط مالية طويلة الأمد، كما قام بعقد صفقات بيع مربحة وذات عوائد مالية مرتفعة. وفي غضون أشهر، تمكن من التخلص من ديونه والبدء في تحقيق الأرباح. 

وبعد مضي عام، عاد رجل الأعمال إلى نفس الحديقة حاملاً معه الشيك الذي لم يصرفه. وعندما لاح له الرجل المُسن، اسرع رجل الأعمال إليه لتسليم الشيك وسرد ما حققه من نجاح. ولكن سرعان ما رأى ممرضة تهرول لتمسك بالرجل المُسن وتصيح: "أنا سعيدة لأنني تمكنت من الإمساك به"! ثم أضافت موجهةً حديثها إلى رجل الأعمال: "آمل أنه لم يزعجك، فهو دائماً يهرب من المنزل يقول للناس أنه John D. Rockefeller"، ثم قادت الرجل المُسن بعيداً.

وقف رجل الأعمال مندهشاً، فهو طوال العام الماضي كان يعمل بكل جهد. يبيع ويشتري ويجازف أحياناً في صفقاته، إيماناً منه بأن لديه شيك بقيمة نصف مليون دولار. حينها أدرك بأن المال ليس السبب في تغيير حياته، ولكن اكتشافه مجدداً للثقة بالنفس هو الذي منحه القدرة على تحقيق أي شيء يطمح له.

نقطة أخيرة
"اللحظة التي تشك في ما إذا كان باستطاعتك الطيران، هي اللحظة التي تتوقف للأبد من القدرة على القيام بذلك" - Sir James Matthew Barrie، روائي وكاتب مسرحي اسكتلندي.

نشر هذا المقال بتاريخ 10 مارس 2016 في عمود "درايش" بجريدة "النجمة الإسبوعية" الصادرة عن شركة نفط البحرين (بابكو). للاطلاع على المقال المنشور في صيغة PDF