Thursday 28 January 2016

العودة إلى المسار الصحيح

هل شعرت يوماً بأنك قد ضللت المسار الصحيح في مجال عملك أو في تطورك الوظيفي أو حتى في حياتك الشخصية، وتجهل ما يتوجب عليك القيام به الآن؟ هل شعرت بأنك فقدت ذلك الحافز الذي لطالما كان الدافع لك نحو المضي قدماً؟ هل تساءلت حينها: ماذا أفعل؟ وماذا بإمكاني عمله؟ وهل هي مجرد مرحلة زمنية وستنتهي مع الوقت؟ في إجابة على هذه التساؤلات، اخترت لك عزيزي القارئ مجموعة من الإرشادات التي كنت قد قرأتها في كتاب بعنوان 101 Great Ways to Enhance Your Career للمؤلفين David Riklan وMichelle Riklan، والتي سبق وأن طبقتها لمساعدتي في العودة إلى المسار الصحيح في حياتي المهنية والشخصية:

• أهمية الأهداف: للعودة إلى مسارك الصحيح في العمل، دائماً تذكر أهدافك. إسأل نفسك: هل لديك أهداف مكتوبة؟ ما الذي تريد تحقيقه هذا العام من خلال عملك؟ كيف يمكن لعملك أن يساعدك على تحقيق أهدافك الشخصية؟ كيف يمكن لوظيفتك الحالية المساهمة في بناء حياتك المهنية والشخصية؟ 

• الانتصارات السريعة: إذا كانت أهدافك مكتوبة، إبدأ بالأهداف التي يمكن تحقيقها بسرعة. إسأل نفسك: ما الذي يمكن تحقيقه سريعاً من هذه الأهداف والتي قد تعزز من الثقة بالنفس؟ هل هناك هدف معين بالإمكان تحقيقه في المستقبل القريب وترى بأن تحقيقه سيشكل دافعاً لك لمتابعة المشوار؟ ما هي الأهداف الأخرى التي سيشجعك تحقيقها على إعطاء قدر أكبر من التركيز في العمل؟ 

• وضوح المهام: إذا كنت تشعر بالضياع في العمل، فمن المحتمل أن المهام الوظيفية التي بين يديك ما زالت غير واضحة. لذا حدد في مجموعة نقاط وبكل وضوح وشفافية ما تريد القيام به من عمل - بما في ذلك المهام ذات الصلة بحياتك الشخصية. ودائماً إسأل نفسك ما إذا كانت حياتك الشخصية تؤثر على حياتك المهنية أو العكس؟ 

• نعم للخطوات الصغيرة، لا للقفزات الكبيرة: لا تقلل من أهمية الخطوات الصغيرة، ففي معظم الأحيان عندما يضل الشخص طريقه في حياته المهنية، فإنه عادةً ما يميل إلى التفطير في الإستقالة معتقداً بعدم ملائمة العمل الذي يقوم به. ولكن تذكر بأن عملك الحالي بإمكانه الكشف عما تريد القيام به وتحقيقه مستقبلاً. لذا فكِّر دوماً في عملك الآن كخطوة صغيرة نحو إكتشاف ذاتك، وسستفاجأ من مدى فعالية هذه الخطوات الصغيرة في مساعدتك على إيجاد مسارك الصحيح.

• العمل بفعالية ضد الإنشغال في العمل: ألقِ نظرة فاحصة على نفسك، وحلل الوقت الذي تقضيه في العمل، وتمعَّن في الكيفية التي تعمل بها، ثم إسأل نفسك: هل تخلط بين العمل بفعالية والإنشغال في العمل؟ وتذكر بأن الإنشغال بالعمل لا يعني بالضرورة إنك تعمل بفعالية، وإنما هو الشعور بأنك تقوم بالكثير من المهام والتي عادةً لا تسهم في رفع إنتاجيتك، بحيث ينتهي بك المطاف متعباً ولا تعرف مدى فعالية ما تقوم به من مهام وعمل. 

• لا بأس في الفشل: حين تشعر بأنك ضائع، ولا يتضح لك أي مسار محدد في العمل، ماذا بإمكانك أن تفعل؟ عادةً لا شيء سةى أن تتابع القيام بمهامك الوظيفية. وإذا أحسست حينها بأنك فشلت، فلا بأس! لأنك في حقيقة الأمر لم تفشل حقاً إلا إذا كنت على إستعداد للإستسلام.

إلى أين نبحر؟
يُحكى أن قارب صيد ضل طريقه يوماً في خضم عاصفة قوية وسط البحر. وفي حين كان القبطان يحاول السيطرة على القارب والمناورة به بين الأمواج العاتية تجنباً للغرق، بدأ يشعر بالإرهاق والإحباط. ومع مرور الوقت، إرتفع موج البحر وبدأ يعلو ضجيجه كلما إصطدم بالقارب، والذي كان يبدو وكأنه ريشة في مهب الرياح. حينها بدأ التعب واليأس يدبان في نفس القبطان، ولكنه لم يستسلم ودائماً ما كان يعاود المحاولة بكل قوته كلما ضربت الأمواج قاربه. وفي غمرة محاولاته اليائسة للسيطرة على القارب والحفاظ على ثباته، لم يتمكن القبطان من سماع أحد البحارة من طاقم القارب والذي كان متشبثاً بأحد صواري القارب وينادي بإستمرار: "يا قبطان! يا قبطان"!

وبعد عدة محاولات، تمكَّن البحَّار من الوصول إلى القبطان الذي كان صامداً ولكن أنهكه التعب واليأس. وكان القبطان حينها يصيح محبطاً ويتساؤل محدثاً نفسه: "أنا أعمل دوماً بكل جهد وإخلاص، لماذا يحدث لي هذا الأمر!؟ ولماذا لا يمكنني الخروج من هذه العاصفة؟ لقد أبحرت هذه البحار لسنوات طويلة طلباً للرزق. لماذا؟ لماذا؟ لماذا"؟ في تلك اللحظة، استطاع البحاَّر من الإمساك بالقبطان ولفت إنتباهه، منادياً: "يا قبطانّ يا قبطان"! إحمرَّ وجه القبطان غضباً لكون البحَّار قد صرف إنتباهه عن مهمته الصعبة في السيطرة على القارب، وصاح فيه قائلاً: "ماذا تريد يا هذا؟ ألا ترى أنني مشغولٌ في السيطرة على القارب في محاولة لإيجاد طريقنا إلى بر الأمان"؟ ولكن البحَّار ظل ممسكاً بالقبطان وأشار إلى في الإتجاه المعاكس نحو مؤخرة القارب وأجاب: "يا قبطان! إن المنارة أو (الفنار) هناك على الجانب الآخر. نحن نسير في الإتجاه الخاطئ"!

نقطة أخيرة
"ستعرف بأنك على الطريق الصحيح عندما تفقد الإهتمام في النظر إلى الوراء"

نشر هذا المقال بتاريخ 28 يناير 2016 في عمود "درايش" بجريدة "النجمة الإسبوعية" الصادرة عن شركة نفط البحرين (بابكو). للاطلاع على المقال المنشور في صيغة PDF