Thursday 1 October 2015

كُن إيجابياً في الحياة

يقول الدالاي لاما: "انظر إلى الجانب الإيجابي، والإمكانات المتاحة، ثم أبذل بعضاً من الجهد". عندما تبدأ في التفكير بصورة سلبية، فإنه من الصعب إيقاف الأفكار السلبية التي تستنزف طاقاتك وتمنعك من الاستمتاع باللحظة، لذا فإنني استخدم الوسائل التالية في محاولة للتغلب على أفكاري السلبية، وأدعوك عزيزي القارئ لتجربتها أيضاً:

• ابتسم: قف أمام المرآة وأجبر نفسك على الابتسام، فالابتسامة تساعدك في تغيير المزاج وتخفيف التوتر.
• أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين: عندما تكون عالقاً في دوامة سلبية، تحدث إلى الناس الذين بإمكانهم وضع الأمور في نصابها، وإفادتك بما هو بناء بدلاً من تغذية تفكيرك السلبي.
 تذكر أنه لا وجود لشخص كامل: من السهل أن تتوقف طويلاً لتفكر في أخطائك، لذا يتوجب عليك أن تتعلم من أخطائك وتمضي قُدماً.
 لا تلعب دور الضحية: تحمل المسؤولية لكونك أنت المسؤول الوحيد عن بناء حياتك، وأنت من لديه الخيار لإحداث التغيير إذا اقتضى الأمر.
 ساعد الآخرين: وجه تركيزك الذهني بعيداً عن أفارك السلبية بتركيزك على مساعدة الآخرين.
 مارس رياضة اليوغا: حيت تأخذك اليوغا من التركيز على ما يدور في ذهنك إلى التركيز على إيقاع تنفسك، مما يخلق جواً من الاسترخاء يساعد على التخفيف الذهني.
 اكتب قائمة بخمسة أشياء أنت ممتن لها في الوقت الحالي!

أيهم أنت؟
ذات يوم اشتكت فتاة لوالدها - الذي يعمل طاهي في أحد المطاعم - بأن حياتها تعيسة ولا تعرف كيف يمكنها التعامل مع مجريات الحياة، لا سيما أنه كلما عملت على حل مشكلة ما سرعان تبعتها مشكلة أخرى. حينها أخذ الأب ابنته إلى المطبخ، وملأ ثلاثة قدور بالماء ووضع كل منها على النار. عندما بدأ الماء بالغليان، قام الأب بوضع حبات من البطاطس في القدر الأول، وعدد من البيض في القدر الثاني، وحفنة من حبات القهوة في القدر الثالث، وتركها تغلي بدون أن يتفوه بكلمة لابنته التي ظلت تساءل عما يفعله والدها وتنتظر بفارغ الصبر.

بعد فترة من الوقت، أطفئ الأب موقد النار ووضع كل من البطاطس والبيض في إناء وسكب القهوة في كوب ثم سأل ابنته: "ماذا ترين"؟ فأجابت في استعجال: "إناء يحوي حبات من البطاطس والبيض مع كوب من القهوة"! حينها طلب الأب من ابنته أن تختبر بتمعن ما في الإناء، قامت البنت بلمس حبات البطاطس وأدركت بأنها أصبحت لينة. ثم طلب الأب منها أن تكسر بيضة وتقشرها، فلاحظت البنت أن البيض أصبح مسلوقاً وقاسياً. وأخيراً طلب الأب منها ارتشاف القهوة، فلاحظت البنت عبق القهوة الغني والذي سرعان ما رسم الابتسامة على وجهها.

حينها قام الأب بإيضاح المغزى مما قام به من عمل، حيث أن البطاطس والبيض والقهوة جميعها واجهت نفس المحنة - الماء المغلي - ومع ذلك كل منها كان له رد فعل مختلف. فالبطاطس كانت قاسية وقوية، ولكن مع الماء المغلي أصبحت لينة وضعيفة. والبيض كان قابلاً للكسر لا تحميه سوى قشرة خارجية هشة رقيقة، إلى أن تم وضعه في الماء المغلي فأصبح ما بداخله قاسياً. ينما كان رد فعل حبوب القهوة للماء المغلي فريداً من نوعه، حيث أنه غير من طعم الماء وخلق شيئاً جديداً. حينها سأل الأب ابنته: "عندمت تقرع المحن والشدائد بابك، ماذا سيكون رد فعلك؟ هل أنت حبة بطاطس أو بيضة أم مثل حبات القهوة"؟

نقطة أخيرة
ليس المهم ما يحدث لك، لكن المهم هو تفاعلك معه وردة فعلك له.

نشر هذا المقال بتاريخ 1 أكتوبر 2015 في عمود "درايش" بجريدة "النجمة الإسبوعية" الصادرة عن شركة نفط البحرين (بابكو). للاطلاع على المقال المنشور في صيغة PDF