Thursday 3 September 2015

ولادة فكرة

خلال الأسبوع الماضي سألني أحد الزملاء في العمل: "كثير ما يعجبني عمودك في النجمة الأسبوعية، ولكنني دائماً اتساءل كيف بإمكانك الإتيان بأفكار جديدة للكتابة في عمودك"؟ حينها أجبت زميلي بإجابة متسرعة - ولربما لم تكن أفضل نصيحة أوجهها له. ولكن مع الوقت بدأت في التفكير ملياً في سؤاله، واكتشفت أنني اتبع مجموعة من السلوكيات التي تشجع على توليد أفكار ورؤى جديدة وفي إطار زمني قصير نسبياً، منها:

 التفكير قبل النوم: هل تعلم أن الدماغ يستمر في معالجة وتقييم الأفكار أثناء نومك؟ وجدت بأنه عندما أفكر بمشكلة ما قبل النوم، غالباً ما أجد الجواب عندما استيقظ. روتين حياتنا اليومية وضغوطها قد تشكل عائقاً في طريق الإبداع، ولكن إذا ركّزنا على التفكير دقائق قبل النوم، سيتسنى لعقلنا الباطن "اللاوعي" التفكُّر ملياً في كل شيء خلال نومنا.

 عدم السماح للاعتقادات بالحد من الإبداع الفكري: هل وجدت نفسك يوماً تماطل في تنفيذ الأفكار والحلول - رغم امتيازها - فقط لاعتقادك المُسبق بأنها فكرة سخيفة أو سهلة لا تستحق عناء المحاولة؟ أو في أحيان أخرى تشكك في قدرتك على توليد أفكار جيدة وخلّاقة لم يُفكر بها أحد من قبل؟ لا تترك مثل هذه الاعتقادات تحِد من فكرك وإبداعك، وتذكر بأنك شخص فريد من نوعه قادر على خلق واستحضار أفكار مميزة لم تُطرح من قبل.

 قراءة الكتب ذات الصلة: يُقال بأن المرء يُمكنه أن يصبح على دراية تامة بأي موضوع فقط من خلال قراءة ثلاث كتب جيدة حةل نفس الموضوع! بطبيعة الحال، التركيز على قراءة الكتب التي تتعلق بالمواضيع التي تهمك بصورة عامة سيساعدك في تطوير أفكار مميزة ورؤى أكثر واقعية.

 كتابة ومراجعة الملاحظات: كلما قرأت كتاباً متميزاً أو مقالاً جيداً، قم بتدوين ملاحظاتك في حينه أو أرجع للكتاب أو المقال واستخلص نقاطك المُفضلة. وبعد ذلك راجع هذه الملاحظات بشكل منتظم حتى ترسخ في ذهنك. أنا عادةً ما أحمل معي دفتر صغير لتسجيل أفكاري في أي وقت ومكان، ودائماً ما أراجع ملاحظاتي عندما أكون في حاجة لبعضٍ من الإلهام أو التذكير.

 الحفاظ على عقلية متفتحة تتقبل كل ما هو جديد: إذا كان موقفك على الدوام معرفتك بكل شيء حول موضوع ما، فأعلم إنك لن تتمكن من الخروج بأي رؤى وأفكار جديدة حول هذا الموضوع. لذا عليك أن تكون دائماً منفتح لتقبُل أفكارٍ جديدة وتدرك تماماً بأنه هناك دوماً المزيد لكي تتعلمه. بالطبع، ليس بالضرورة أن تتقبل كل ما هو جديد، ولكن على الأقل يتوجب عليك تقييمه بشكل صحيح وموضوعي قبل رفضه أو تجاهله.

فاصلة
"إذا لم تستطع شرح فطرة لطفل عمره 6 أعوام، اعلم بأنك لم تفهم الفكرة بعد" - Albert Einstein، عالم فيزياء وواضع النظرية النسبية في علم الفيزياء النظرية الحديثة.

تقبل الأفكار
مؤخراً قرأت ورقة عمل مشتركة للكاتبين Paul Carroll و Chunka Mui تتحدث حول منهجيات اتخاذ القرار وإدارة الخلافات، وقد لفت انتباهي في الورقة قصة قصيرة ترويها Rosabeth Moss Kanter بروفيسور إدارة الأعمال في جامعة هارفارد الأميركية كما يلي: "يُحكى أن مسؤولاً تنفيذياً تولى مؤخراً منصبه في شركة لصناعة النسيج، وأوضح لجميع الموظفين بأنه مُنفتح ولديه الرغبة الصادقة لمناقشة أي أفكار جديدة من شأنها تطوير كفاءة وفعالية العمل. فاقترب أحد عمال وحدة الإنتاج من المسؤول وأخبره بأن لديه فكرة لحل مشكلة لطالما عرقلت من إنتاجية الشركة وتكبدت نتيجة التأخير ملايين الدولارات من الخسائر. حينها وعد المسؤول بتجربة فكرة العامل، وجاءت نتائج التنفيذ إيجابية وناجحة للغاية. فسأل المسؤول التنفيذي: "فكرتك ممتازة وأبدت ناجحاً في رفع كفاءة الإنتاج، ولكن منذ متى كانت لديك هذه الفكرة"؟ فأجاب العامل: "اثنان وثلاثون عاماً".

نقطة أخيرة
نظام "فكرة جيدة" (Good Idea) في شركة بابكو يهدف إلى خلق بيئة وثقافة مؤسسية تشجع لدى الموظفين طاقات الإبداع والإبتكار مما يُشعر الموظف بالفخر لإسهامه في نجاحات الشركة وإنجازاتها. لذا كلما راودت فكرة تساهم في تطوير أداء عملك أو عمل إداراتك أو تعزز من كفاءة عمل الشركة، لا تتردد في استخدام نظام "فكرة جيدة" على الموقع الداخلي Intranet للشركة لتسجيل فكرتك وتقييمها من قِبل المعنيين.

نشر هذا المقال بتاريخ 3 سبتمبر 2015 في عمود "درايش" بجريدة "النجمة الإسبوعية" الصادرة عن شركة نفط البحرين (بابكو). للاطلاع على المقال المنشور في صيغة PDF