Thursday 30 June 2016

روح المبادرة

في الأوقات الصعبة، من المهم أن تستمر كفرد عامل ومُنتج في إثبات جدراتك وكفاءتك من خلال ما تُضيفه من قيمة في بيئة العمل يومياً. القيمة المُضافة هي تلك الكلمة الرنّانة التي عادةً ما تُؤمن حياتك الوظيفية وتدفعك إلى تطوير مسارك المهني. لذا فإن روح المبادرة وأخذك بزمامها أمرٌ لابد منه في سبيل بيان وإيضاح ما تضيفه من قيمة إلى مؤسسة وزملاء وزبائن العمل. فالمبادرة ذات إرتباط وثيق بالإنجازات الشخصية والتطوير المهني، حيث إنها تظهر حجم مسؤوليتك الشخصية في سبيل تطوير الذات وتشكل علامة واضحة على مقدرتك على التطوّر لتكون قائداً في مجال عملك. ولكون روح المبادرة - بالإضافة إلى الإبداع - تشجع على تحقيق الأفكار المبتكرة في مختلف القطاعات وتساهم في إستمرارية التطور، فإن هناك طلب متزايد على الأفراد المتميزين بإبداعاتهم وأخذهم بزمام المبادرة والإستقلالية بما فيه الكفاية ليكونوا سبّاقين في مجالات عملهم.

فماذا تنتظر؟ كن قدوة لزملائك في تعزيز روح المبادرة، وسباقاً في إثبات إمكانياتك لأن تكون قائداً في بيئة عملك. إختر أن تكون قيادياً من خلال العمل الدؤوب والمبادرة المستمرة، ولا تنتظر أن يُطلب منك القيام بعمل ما، وستلاحظ أن قيمتك المهنية سترتفع في بيئة عملك. أدرجت أدناه مجموعة من الأفكار التي قد تساعدك في إشعال وتعزيز روح المبادرة في حياتك المهنية اليومية: 

• كن مطَّلِعاً على ما تقوم به من واجبات وظيفية وأدِّ ما عليك من مهام على أكمل وجه. إبحث وأقرأ مُقدّماً في ما هو مطلوب منك، وإعمل على إيجاد طرق مبتكرة وذات فعالية أكبر للقيام بالمهام اللازم إنجازها. 

• كن دائماً على إستعداد للقيام بالعمل على وجه أحسن وبشكل أفضل. كن متأهباً على الدوام لأي فكرة قد تهدف على سبيل المثال إلى تبسيط الإجراءات المؤسسية أو تعزز من كفاءة الموارد المستخدمة في مؤسسة عملك. اقترح - على نحو إستباقي - تلك الأفكار وتطوَّع لتحمل مسؤولية تنفيذ مقترحاتك.

• ضع نفسك في مكان مسؤولك في العمل، وإدرس كل ما يجب إنجازه من مهام من وجهة نظره. ضع الأجوبة - على نحو إستباقي - للأسئلة التي تتوقع أن تُطرح من قِبل مسؤولك. 

• تواصل بصفة دورية مع من يحتاج المساعدة من زملائك في العمل وبالأخص أعضاء فريقك. كن أول من يتطوع للمساهمة في تنفيذ المهام والمشاريع الصعبة. 

• فكِّر دائماً في المستقبل، واستبق العقبات المُحتملة من خلال وضع خطط مدروسة تأخذ في عين الإعتبار هذه العقبات. تعامل مع أي مشكلة على الفور، وكن حاسماً في إتخاذ الإجراءات اللازمة. كن قدوة في تنفيذ الواجب من الإجراءات لحل المشكلة في أسرع وقت ممكن.

• عاهد نفسك على أن تكون من أوائل من يتبنى إعتماد وتنفيذ أي سياسات وإجراءات مؤسسية جديدة في بيئة عملك، واطمح دائماً نحو التغيير الإيجابي والبنَّاء. 

أيهما أنت؟ 
يُحكى أن اثنان من الأشقاء يعملان مع والدهما في مزرعة العائلة. ولعدة سنوات كان الأب دائماً ما يمنح الأخ الأصغر المزيد من المسؤولية - وبالطبع الأجر المادي - مقارنةً بأخاه الأكبر سناً. وفي يومً ما، سأل الأخ الأكبر والده عن سبب تفضيل أخيه الأصغر عليه في العمل، فأجابه الأب قائلاً: "سأجيبك على تساؤلك، ولكن إذهب أولاً إلى تاجر الدواجن في القرية وإسأله إذا كان لديه كمية من الديك الرومي للبيع، حيث إننا بحاجة إلى زيادة إنتاجنا ومخزوننا تحسباً لموسم الأعياد القادم". ذهب الشقيق الأكبر إلى القرية ثم عاد مُخبراً أباه: "نعم، لديه عشرة من الديكة للبيع". فأجابه الأب: "حسناً، إرجع إلى التاجر وإسأله عن السعر المطلوب لشراء الديكة". عندما عاد الشقيق الأكبر من القرية، أجاب أباه قائلاً: "السعر المطلوب من التاجر هو 30 دولاراً لكل ديك رومي". حينها قال الأب: "حسناً يا بني، إرجع إلى التاجر وإسأله ما إذا كان بإمكانه إيصال الديكة غداً إلى مزرعتنا". حين عاد الشقيق الأكبر من القرية، كان قد بدت على ملامحه علامات الضجر، وأجاب أباه: "نعم! أخبرني التاجر بإمكانية إيصال الديكة غداً مساءاً إلى مزرعتنا". 

طلب الأب من ابنه الأكبر الإنتظار والإستماع، ودعا حينها ابنه الأصغر مخاطباً: "إذهب إلى تاجر الدواجن في المدينة وإسأله إذا كان لديه كمية من الديك الرومي للبيع، حيث إننا بحاجة إلى زيادة إنتاجنا ومخزوننا تحسباً لموسم الأعياد القادم". حينما عاد الشقيق الأصغر من المدينة، أجاب أباه قائلاً: "نعم، لدى التاجر عشرة من الديكة للبيع مقابل 30 دولاراً لكلٍ منها أو عشرون ديكاً مقابل 25 دولاراً لكلٍ منها. لذا طلبت منه تجهيز عشرة ديكة اليوم بسعر 30 دولاراً لكلٍ منها حتى يتمكن من إيصالها لمزرعتنا غداً صباحاً إلا إذا تلقى مني إتصالاً بخلاف ذلك خلال الساعة القادمة. كما إنني إتفقت مع التاجر على إننا إذا أردنا العشرة الديكة الإضافية خلال هذا الإسبوع، فإنه سيبيعها لنا مقابل 20 دولاراً لكلٍ منها".

نقطة أخيرة
"لا يمكنك بناء شخصية الفرد وغرز الشجاعة فيه من خلال سلب روح المبادرة والإستقلالية منه" - Rev. William Boetcker، خطيب مؤثر أميركي من الرواد في مجال التدريب والخطابة.

نشر هذا المقال بتاريخ 30 يونيو 2016 في عمود "درايش" بجريدة "النجمة الإسبوعية" الصادرة عن شركة نفط البحرين (بابكو). للاطلاع على المقال المنشور في صيغة PDF