Thursday 14 April 2016

أخلاقيات العمل

العديد يواجه معضلات أخلاقية كل يوم في بيئة العمل. فالبعض قد يميل إلى الانصراف من العمل في وقت مبكر، والبعض قد يسرق الفضل والتقدير عن عمل قام به آخرون، والبعض الآخر قد يكذب على زبون من أجل إقناعه بطلب خدمة أو شراء منتج. لذا فإن المفتاح الرئيسي لتعزيز أخلاقيات العمل في أي بيئة عمل هو من خلال وضع سياسة للقِيَم التي تلتزم بها مؤسسة العمل والأخلاق التي تروج لها بين أفرادها، بحيث توضح هذه السياسة كل ما هو مقبول ومرفوض من سلوكيات.

غش مؤسسة العمل
البعض يدَّعي لقاء زبون في نهاية يوم العمل، بينما في الحقيقة قد يدَّعي ذلك من أجل الانصراف من العمل مبكراً ومشاهدة مباراة لكرة القدم عللا سبيل المثال. والبعض الآخر قد يدَّعي أنع في ورشة عمل خلال يوم العمل، بينما هو غارق في النوم لساعات. لذا ينبغي لسياسة القيم والأخلاق في مؤسسة العمل أن تحدد بكل وضوح الإجراءات التي يتوجب على الموظف اتخاذها في حال ما إذا كان بحاجة إلى أخذ يوم إجازة من العمل أو الانصراف من العمل مبكراً أو البدء في العمل في وقت متأخر. حيث أن ضبلبية هذه الإجراءات قد يُغري الفرد بالتعامل مع مثل هذه الأمور من تلقاء نفسه وبما يتوافق مع هواه. لذا تأكد بأن تحوي سياسة القيم والأخلاق في مؤسسة عملك بند يوضح للموظف كيفية طلب وقت مستقطع للأمور والظروف الشخصية.

غش الزبائن
ينبغي لسياسة القيم والأخلاق في مؤسسة العمل أن تحدد بكل وضوح كيفية تعامل الموظف مع زبائن المؤسسة بنزاهة وأمانة. وهذا يعني أن سياسة القيم والأخلاق يجب أن تمنع الموظف من الكذب على أي زبون أو تزويده بمعلومات مضللة. كما يتوجب على الموظف أن لا يُخفي السعر الحقيقي لخدمة أو منتج ما أو أن يَعِدُ بأكثر مما تحققه هذه الخدمة أو المنتج وذلك في محاولة لخداع الزبون للاشتراك في الخدمة أو شراء المنتج. وتأكد بأن سياسة القيم والأخلاق في مؤسسة عملك تُبين بكل وضوح ما يمكن وما لا يمكن للموظف التطرق إليه من خلال حديثه مع الزبائن. 

السلوك المُسيء
أساس سياسة القيم والأخلاق في أي مؤسسة عمل هو منع السلوكيات التعسفية والمسيئة في بيئة العمل. هذا النوع من السلوكيات يمكن أن يتخذ أشكالاً متعددة، كالتحرش الجنسي أو التنمّر على الآخرين أو إطلاق النكت غير اللائقة والإشاعات المُسيئة أو السرقة من زملاء أو مؤسسة العمل. لذا تأكد بأن سياسة القيم والأخلاق في مؤسسة عملك تنصُ بصريح العبارة على حظر مثل هذه السلوكيات وغيرها في بيئة العمل، وتوضيح العقوبات التداعيات المترتبة على الإتيان بمثل هذه السلوكيات الخاطئة.

التقدير غير المُستحق
قد يحاول البعض ارتقاء السُلَّم الوظيفي في مؤسسة العمل من خلال سرقة الفضل والتقدير عن أعمال أنجزها في حيقية الأمر أفراد آخرون في العمل. لذا تأكد بأن سياسة القيم والأخلاق في مؤسسة عملك تحظر مثل هذا السلوك الخاطئ، لما له من تأثير سلبي ملحوظ على معنويات أي فريق عمل خصوصاً إذا تكرر هذا السلوك بدون وضوح جدية إتخاذ إجراء لمنعه من قِبل صُناع القرار. وتذكر بأن تأخذ على محمل الجد شكاوى الموظفين من سرقة زملائهم لأفكارهم أو الفضل والتقدير المُستحق تجاه ما أنُجز من عمل.

كذب الجزار
يُحكى أن جزاراً كان سعيداً بما حققه من مبيعات خلال اليوم، حيث تمكن من بيع كل ما لديه من لحم ودجاج في المحل، ولم يتبقى في ثلاجة المحل إلا دجاجة واحدة. حينها دخلت سيدة المحل وطلبت من الجزار دجاجة، فقام ووضعها على الميزان ثم قال للسيدة: "سيكون سعرها دينارين". فأجابت السيدة مستفسرةً: "إن سعرها جيد، ولكنني اعتقد بأن حجمها صغير بعض الشيء. هل لديك دجاجة أخرى أكبر حجماً"؟ 

في لحظة من التردد، فكَّر الجزار سريعاً، ثم ذهب إلى الثلاجة في آخر المحل ووضع الدجاجة التي بيده داخلها، ثم وقف متظاهراً ببحثه عن دجاجة أخرى قبل أن يؤخذ نفس الدجاجة (والوحيدة المتبقية في المحل) ويضعها مرة أخرى على الميزان. ثم قال للسيدة: "هذه الدجاجة أكبر حجماً، لذا سيكون سعرها دينارين ونصف الدينار". حينها توقفت السيدة تُفكر للحظات، ثم أجابت الجزار: "بما أنني أتوقع زيارة بعض الضيوف اليوم، سآخذ كلتا الدجاجتين".

نقطة أخيرة
"عندما تكون في شك من أمرك، قُل الحقيقة" - Mark Twain، كاتب أميركي ساخر.

نشر هذا المقال بتاريخ 14 أبريل 2016 في عمود "درايش" بجريدة "النجمة الإسبوعية" الصادرة عن شركة نفط البحرين (بابكو). للاطلاع على المقال المنشور في صيغة PDF