Thursday 20 August 2015

الإبداع في إيجاد الحلول

خلال الأسبوع الماضي، حضرت ورشة عمل تدريبية حول "الإبداع في إيجاد الحلول" وذلك في مركز شركة نفط البحرين (بابكو) للتدريب والتطوير. قدَّم الورشة المحاضر Neil Porter والذي تطرق إلى أنواع المشاكل والمنهجية المُتبعة في إيجاد حلول إبداعية. ورشة العمل كانت ممتعة وتفاعلية، ولكن ما لفت انتباهي وظل حاضراً في ذهني هي مجموعة من النصائح والإرشادات التي يتوجب على الفرد أخذها بعين الإعتبار عند حلِّه لأي مشكلة، والتي جمعها المحاضر من خلال خبراته العملية المتراكمة واطلعنا عليها خلال الورشة. وأحببت من خلال عمود "درايش" أن أسلط الضوء على أهمها:

• دائماً إسأل نفسك عن الغرض من حل مشكلة ما، ولماذا يجب أن أحل هذه المشكلة؟ 

• عند اجتماعك بفريق عمل لحل مشلكة ما، دائماً أكتب أهداف الإجتماع بحيث يراها الجميع، على سبيل المثال: "الهدف من الإجتماع هو تحديد أسباب المشكلة وإيجاد 3 حلول ممكنة".

• حدد بوضوح معايير النجاح في حل المشكلة، على سبيل المثال: "يجب وقف التسرب خلال 24 ساعة بدون إصابات أو غلق المصنع".

• إبحث في فريق عملك عن المهارات الخبرات اللازمة لحل المشكلة ووظفها في سبيل ذلك، مثال على ذلك: هل هناك عضو في فريق العمل واجه مشكلة مشابهة وساهم في حلها؟

• عند القيام بعملية العصف الذهني لإيجاد الحلول الممكنة، استمع جيداً لما يقال خلال العملية، وقم بكتابة جميع المقترحات بوضوح ليتسنى لكل الفريق رؤيتها، وتذكر بأن لا تستثني أيٍ من الحلول المطروحة خلال هذه العملية.

• لا تتخذ أي خطوات لحل المشكلة حتى تتبلور خطة عمل واضحة للحل ويتفق عليها فريق العمل. وإذا انضم إلى الفريق أعضاء جدد، تأكد من فهمهم لخطة العمل واستيعابها، ولا تفترض بأنهم على علم بما يجري. وإذا غادر عضوٌ الفريق، إسأله قبل مغادرته عما أنجزه من عمل وما بقي من مهام لم تُنجز بعد.

• في نهاية المطاف، تأكد من مراجعة ما تم عمله وأسأل نفسك: هل تحققت معايير النجاح؟ ما الذي تم تحقيقه بنجاح ولماذا؟ ماذا لم يتم تحقيقه؟ وكيف بالإمكان تفاديه مستقبلاً؟

البرغي الصحيح
ما زلت أذكر قصة طريفة كتبها الصحافي Oliver Burkeman في صحيفة The Guardian البريطانية قبل بضع سنوات. تدور القصة حول خط إنتاج في أحد المصانع، إذا كان الخط دائماً ما يتعطل بدون أسباب واضحة، وكيف أن تعطل الإنتاج يكلف صاحب المصنع ملايين الدولارات يومياً. في نهاية المطاف، تمكن صاحب المصنع من إيجاد خبير متخصص. حيث قام الخبير بمعاينة المشكلة لبرهة ومن ثم إستخدم مفك للبراغي لإدارة برغي معين في أحدى المحركات ليعود خط الإنتاج إلى الحياة بدون أي مشاكل. ولكن عندما استلم صاحب المصنع الفاتورة نظير ما قام به الخبير من عمل، انصدم من قيمة الفاتورة التي تبلغ 10 آلاف جنيه إسترليني! حينها طالب صاحب المصنع من الخبير تُبربر ضخامة المبلغ المستحق مقارنة بما قام به من عمل بسيط. فما كان من الخبير إلا أن رد عليه قائلاً: "جنيه استرليني واحد لإدارة برغي المحرك، ولكن 9999 جنيه إسترليني لمعرفة أي برغي يتوجب إدارته".

نقطة أخيرة
"الإداري الناجح هو الذي يستطيع تنظيم الأمور على نحو لا يعود العمل بحاجة إلى وجوده" - غازي القصيبي، شاعر وأديب وسفير دبلوماسي ووزير سعودي.

نشر هذا المقال بتاريخ 20 أغسطس 2015 في عمود "درايش" بجريدة "النجمة الإسبوعية" الصادرة عن شركة نفط البحرين (بابكو). للاطلاع على المقال المنشور في صيغة PDF