Thursday 24 December 2015

الوفاء بالوعد

الوفاء بالوعد يعني قيامك بعمل أخبرت الغير بأنك ستقدم عليه لغرض ما. من السهل تقديم الوعود، لكونها كلمات قد لا يُقصد من وراءها إلتزام وكل ما على المرء أن يقول بأنه سيقدم على فعلٍ ما. فالجميع يُقدم وعوداً في نطاق الأسرة أو بين الأصدقاء أو لزملاء العمل، ولكن العديد يجد من الصعب الإيفاء بهذه الوعود. إحدى الحلول لإشكالية عدم الوفاء بالوعود قد يكمن في التوقف عن تقديم الوعود من الأساس، ولكن هذا قد يعطي إنطباعاً بأن المرء ليس في موضع ثقة أو جدير بثقة الآخرين. لذا بدلاً من إتخاذ مثل هذا الحل الغير عملي، أنصحك بإتباع مجموعة من الأساليب والتي تعلمتها شخصياً من مدونة Life Hack، إحدى المدونات الإلكترونية المتخصصة على شبكة الإنترنت:

• لا تبالغ في وعودك: كلما بالغت في وعودك للآخرين، كلما قلَّت إحتمالية وفاءك بهذه الوعود. لا تقل ما يريد الطرف الآخر سماعه منك، ولكن قُل ما تعتقد بأنه يمكنك الوفاء به بشكل واقعي ومدروس.

• أبذل قصارى جهدك: أعطِ أفضل ما لديك من جهد في سبيل وفاءك بالوعد. عندما يُطلب منك في العمل القيام بمهمة ما، تأكد من تأديتك للمهمة على أكمل وجه. وإذا كانت المهمة تتضمن العديد من المتطلبات، لا تقُم بتلبية البعض منها فقط وإنما إعمل على تلبية جميع هذه المتطلبات. 

• دائماً تذكر وعودك: متى كانت آخر مرة نسيت فيها وعداً إلتزمت به مسبقاً؟ تذكر بأن كل وعد يظل وعداً مهما بدا لك صغيراً وتافهاً. لذا من المهم أن تُدَوِّن جميع وعودك حتى لا تنساها وتعمل على الوفاء بها. وإذا كان جدولك مزدحماً، عليك أن تعطي الأولوية لإتمام الأمور ذات الأهمية أولاً.

• فكِّر قبل أن تَعِد: عندما يُطلب منك في العمل القيام بمهمة ما أو عندما يُتوقع منك أن تنجز عمل معين، خذ بعضاً من الوقت للتفكير قبل أن تتكلم وتقدم الوعود. وتذكر بأن الشخص عادة ما يَعِدُ بأكثر مما يمكنه الإلتزام به إذا ما أجاب في عجلة من أمره.

• كُن على تواصل: قد يتوقع الطرف الآخر منك عادةً الكثير إذا كان ما قدمته من وعد مبهم الوصف وغامض. لذا عندما تقدم وعداً ما، كن واضحاً ومحدداً في ما تعِدُ به الغير. ومن المفيد أن تبقى على تواصل بشكل دوري مع الطرف الآخر لتبيان جهودك المستمرة في الوفاء بما وعدت - خصوصاً في حال واجهتك صعوبات تَحُول دون الوفاء بوعدك في الوقت المحدد والمتفق عليه.

• قُم بالمتابعة: إذا تمكنت من الوفاء بوعدك، إسأل ما إذا كان هناك أي شيء آخر يمكنك عمله للمساعدة. وإذا لم تتمكن من الوفاء بوعدٍ ما، خُذ زمام المبادرة واشرح الأسباب التي حالت دون ذلك، وبَيِّن كيف يمكنك التعويض عما حصل وأعمل على تطبيقه مباشرة.

ذكِّر الناس.. بلطف
في مقابلة له في مجلة Business Finance يحكي Tom Peters، الكاتب الأميركي في مجال إدارة الأعمال، عن شركة لتصنيع صناديق الورق المقوى (بالإنجليزية: Cardboard Boxes) في ولاية إيلينوي الأميركية عُرف عنها سرعة الإستجابة لمتطلبات زبائنها. وكانت الشركة دائماً تفي بوعود التسليم قبل أو في الوقت المحدد، وتتخذ في سبيل ذلك سياسات وإجراءات صارمة، مما جعلها متميزة مقارنة بمنافسيها من الشركات الأخرى. من إحدى الطرق التي استخدمتها الشركة لتذكير زبائنها بإلتزامها الدائم بمواعيد التسليم كان عن طريق إضافة ثلاث خانات في نهاية كل فاتورة تشمل: تاريخ استلام الطلب، تاريخ التسليم المتوقع، وتاريخ التسليم الفعلي. قد يرى البعض إلى هذه الطريقة كنوع من المفاخرة والتبجح، ولكن تذكير الشركة لزبائنها بإلتزامها الدائم بالوعد أدى إلى زيادة مبيعات الشركة بنسبة 20% بين ليلة وضحاها!

نقطة أخيرة
"لا تقدم وعوداً عندما تكون سعيداً، ولا تجيب فِعلاً عندما تكون غاضباً، ولا تتخذ قراراً عندما تكون حزيناً".

نشر هذا المقال بتاريخ 24 ديسمبر 2015 في عمود "درايش" بجريدة "النجمة الإسبوعية" الصادرة عن شركة نفط البحرين (بابكو). للاطلاع على المقال المنشور في صيغة PDF