Thursday 14 July 2016

من هم الناجحون؟

مؤخراً تلقيت بطاقة تذكارية من زميل عملت معه سابقاً في مجال التطوير الإداري. المُميز في البطاقة إنها ليست فقط بطاقة تذكارية وإنما أيضاً تعريفية توضح سمات وسلوكيات الأشخاص الناجحون والفوارق بينها وبين تلك التي يتَّسمُ بها الفاشلون من الناس. هذه البطاقة كان لها عميق الأثر على ما أؤمن به من قيم، حيث أصبحت أداة تذكير يومية بالشلوميات والعادات التي يتوجب علي اعتناقها من أجل أت أصبح شخصاً ناجحاً في الحياة. تحوي البطاقة على 16 إختلافاً بين الأشخاص الناجحون عن غيرهم، وأود أن أسلط الضوء على بعضٍ من أهمها:

• الناحجون يتبنون التغيير. الفاشلون يخشون التغيير.
تبني التغيير هو من أصعب الأمور التي يمكن لأي شخص القيام بها. ولكن مع تغير العالم والتكنولوجيا بشكل متسارع حولنا، أصبح من الضروري أن تحتضن هذه التغييرات وتتكيف معها، بدلاً من الخوف منها أو رفضها أو محاولة تحاشيها.

• الناجحون يتحدثون عن الأفكار. الفاشلون يتحدثون عن الناس.
بدلاً من التركيز على النميمة والإشاعات العقيمة، ركِّز على مناقشة الجديد من الأفكار، حيث أن تبادل الأفكار مع الآخرين سيطور من أسلوب تفكيرك ويجعل منك شخصاً أكثر إبداعاً.

• الناجحون يتحملون مسؤولية فشلهم. الفاشلون يلقون باللوم على الآخرين.
الناجحون من القادة ورجال الأعمال عادةً ما يواجهون التحديات في حياتهم الشخصية والمهنية، ولكنهم دائماً يتحملون المسؤولية عند فشلهم في تخطي تلك التحديات. تذكر بأن إلقاء اللوم على الآخرين ليس هو الحل، لكونه يثبط من عزيمتهم ولا يعود بالنفع على أي طرف.

• الناجحون يعطون الآخرين الفضل في ما تحقق من إنجاز. الفاشلون يسرقون الفضل من الآخرين.
إعطاء الفضل والتقدير للغير والسماح لهم بالاستمتاع بما حققوه من إنجاز سيُحفزهم على العمل بجدية أكبر، وفي نفس الوقت سيُحسن من صورتك بين الآخرين كقائد أو زميل عمل متعاون.

• الناجحون يتمنون النجاح للآخرين. الفاشلون يأملون في فشل الآخرين.
عندما تكون فرداً في مؤسسة ما، تذكر بأن نجاحك ونجاح المؤسسة ككل يتطلب نجاح جميع من يعمل بها في تحقيق الأهداف المرجوة. لذا ترى الناجحون دوماً يتمنون نجاح وتطور زملاءهم. 

• الناجحون يتعلمون باستمرار. الفاشلون يرتجلون دون تخطيط.
الطريقة الوحيدة للتطور الشخصي والمهني كقيادي هو من خلال استمرارك في التعلم والتدريب. استمراريتك في التعلم تعمل على تكوين أسلوب أكثر مرونة وفهماً لمتغيرات العصر، مما يضعك دوماً في خطوة متقدمة عن منافسيك.

• الناجحون يسألون كيف بإمكانهم مساعدة الآخرين. الفاشلون يسألون كيف بإمكانهم مساعدة أنفسهم.
عند مقابلتك لشخص ما، لا تسأل "كيف يمكنك مساعدتي"؟ وإنما أسأل "كيف يمكنني مساعدتك"؟. فبغض النظر عما إذا كان الشخص بحاجة لمساعدتك أو لا، إلا أن مجرد عرضك لتقديم المساعدة يُشعر الآخرين بالدفئ نحوك وأكثر ميلاً لمساعدتك عندما تقتضي الحاجة.

• النجاحون يحافظون على الإيجابية في سلوكياتهم. الفاشلون عادةً ما تكون سلوكياتهم سلبية.
أثبتت السلوكيات الإيجابية مراراً وتكراراً بأنها مُعدية، خصوصاً إذا مارسها القياديون والمؤثرون في المجتمع. أذكر في أحد المؤتمؤات التي حضرتها منذ زمن، أوصى أحد المتحدثين بالإجابة بكلمة "ممتاز"! كلما سُئلوا "كيف حالك"؟ بدلاً من استخدام كلمات فاترة مثل "بخير" او "أوكي". حيث تطرق المتحدث إلى أن استخدام هذه الكلمة، سيُلفِت انتباه من تتحدث معه ويجعله راغباً في أن يكون حولك، لأنه بغض النظر عما يشعر به ذلك الشخص حينها، كونك "ممتاز" هو على الأرجح أفضل حالاً.. ومن لا يَودُ الشعور بذلك؟

نقطة أخيرة
"الناجحون لديهم مسؤولية اجتماعية تجاه العالم لجعله مكاناً أفضل، وليس فقط بالإستفادة منه" - Carrie Underwood، مؤلفة ومغنية وملحنة وممثلة أميركية.

نشر هذا المقال بتاريخ 14 يوليو 2016 في عمود "درايش" بجريدة "النجمة الإسبوعية" الصادرة عن شركة نفط البحرين (بابكو). للاطلاع على المقال المنشور في صيغة PDF