Thursday 12 May 2016

المنظور في بيئة العمل

في أي بيئة عمل، يمكن لمنظور الموظفين (بالانجليزية: Employees Perspective) تجاه قرارت وسياسات مؤسسة العمل ومواقفهم الناتجة عن هذا المنظور التأثير بشكل مباشر على الأداء المالي للمؤسسة. حيث أن المنظور السلبي الناتج عن قرار أقدمت عليه أو سياسة فرضتها مؤسسة العمل سرعان ما ينتشر في بيئة العمل في صورة إشاعات، مما يؤثر سلباً على معنويات الموظفين ويؤثر بالتالي على أدائهم الوظيفي وإنتاجيتهم. وعلى الرغم من صعوبة تغيير المنظور السلبي حال تبلوره، إلا أن هذا التغيير بالإمكان تحقيقه من خلال الإصرار والمثابرة. لذا إن كنت في موقع قيادي وذو مسؤولية تجاه فريق عمل، فإنه من الواجب عليك إتخاذ خطوات فعّالة لتغيير المنظور السلبي لدى أفراد الفريق ليتمكنوا من فهم المنطق والأسباب وراء قرارات وسياسات مؤسسة العمل كالتالي:

• الخطوة الأولى: قُم بعمل مسح لمعرفة ما هو منظور القوى العاملة حول سياسات مؤسسة العمل على أرض الواقع، ولا تفترض بأنك على دراية بجميع هذه التصورات. وتذكر بأنه من غير المرجح أن يكون أفراد فريق عملك صادقون تماماً معك، لا سيما إذا كانت نظرتهم للأمن الوظيفي في مؤسسة العمل ذات طابع سلبي. 

• الخطوة الثانية: تواصل بشكل مستمر ودائم مع أفراد فريق عملك باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب، مثل المذكرات الرسمية ورسائل البريد الابكتروني ونشرة مؤسسة العمل الدورية والاجتماع بشكل دوري، وذلك ليتسنى لك الوصول إلى الجميع. وتذكر بأنه كلما قدمت المزيد من المعلومات إلى فريق عملك حول قرار أو سياسة معينة يُنظر إليها بشكل سلبي، كلما ازدادت احتمالية تغييرك لهذا المنظور.

• الخطوة الثالثة: أشرك فريق عملك في عملية صنع القرار، وساعدهم في فهم المشاكل المحيطة والخيارات المتاحة والأسباب التي أدَّت في نهاية المكاف إلى اتخاذ قرار ما. وتذطر بأن إشراكك لهم سيؤدي إلى قبول أكبر للخيار المطروح من قِبل مؤسسة عملك، وبالتالي سيؤثر إيجاباً على منظور الفريق حول القرار وما ينتج عنه من إجراءات تنظيمية. 

الخطوة الرابعة: شجِّع فريق عملك على مناقشة المشاكل المتعلقة بقرارات وسياسات مؤسسة العمل مع أفراد فرق عملهم. وتذكر بأن الفرد عادةً ما يثق في رأي مسؤوله المباشر أكثر من رأي مسؤول رفيع المستوى ونادراً ما يتواصل معه.

• الخطوة الخامسة: لا تتوقع نتائج فورية. وتذطر بأن منظور الفرد وتصوراته بُنيت تدريجياً مع مرور الوقت، لذا فإن تعديل أو عكس هذه التصورات يتطلب جهداً متواصلاً على المدى البعيد. 

اختلاف المنظور
يُحكى أن جراحاً للقلب اعتاد على تبادل الحديث الودي والمزاح مع صاحب مرآب لتصليح وصيانة السيارات كلما أخذ سيارته للصيانة الدورية. وكان صاحب المرآب مشهوداً له بالكفاءة والمهارة كميكانيكي. ذات يوم قال الميكانيكي موجهاً حديثه للجراح: "كنت أساءل مؤخراً عما يقوم به كُل منا في سبيل كسب لقمة العيس، وكيف إنك تكسب أكثر مني بكثير.." فرد الجراح مستغرباً: "نعم"؟ فاستدرك الميكانكي قائلاً: "حسناً انظر إلى هذا" وأشار إلى محرك سيارة كان يعمل عليه، ثم قال: "يجب علي التحقق من كفاءة عمل المحرك، ومن ثم فتح مكونات المحرك وإصلاح الصمامات، ومن ثم تركيب كل جزء مرة أخرى والتأكد من عمل المحرك مجدداً.. أنا وأنت نقوم بنفس مفهوم العمل، مع ذلك أنت تكسب أضعاف ما أكسبه أنا من أجر. كيف تفسر ذلك"؟ فكَّر الجراح لوهلة ثم ابتسم بلطف وأجاب: "حاول - كما شرحت - إصلاح المحرك وهو يعمل"! 

نقطة أخيرة
"نحن ننظر للأشخاص وفقاً للضوء الذي نلقيه عليهم من عقولنا" - Laura Ingalls Wilder، كاتبة أميركية.

نشر هذا المقال بتاريخ 12 مايو 2016 في عمود "درايش" بجريدة "النجمة الإسبوعية" الصادرة عن شركة نفط البحرين (بابكو). للاطلاع على المقال المنشور في صيغة PDF