Thursday 13 August 2015

إطلالة جديدة

أطل عليكم من خلال عمود "درايش" أسبوعياً - بإذن الله - لأقدم لكم مجموعة مختلفة من النوافذ تمثل مواضيع متنوعة، يتسلل الضوء من خلالها إليكم في مختلف مواقع شركة نفط البحرين (بابكو) ومكاتبها - بغض النظر عما إذا كان مكتبكم يطل على نافذة أو لا. أطمح من خلال عمود "درايش" إلى طرح مواضيع تُهمكم في عدة مجالات تشمل القيادة والإدارة، والتكنولوجيا والإنترنت، والثقافة والعولمة، بالإضافة إلى الطرائف وما يستجد من أحداث اجتماعية مختلفة. أرجو أن يحوز عمود "درايش" على إعجابكم، وأتمنى أن تكونوا على تواصل دائم باقتراحاتكم وملاحظاتكم.

وقفة إدارية
من خلال خبرتي العملية، تعلمت أن أسرع وسيلة لتحقيق أي شي هو طلب المساعدة من الآخرين. لكن عندما يتعلق الأمر بقيادة فريق عمل، لاحظت أن العديد يتردد في طلب المساعدة أو حتى الأخذ بالمشورة. لذا نصيحتي لك إذا كنت في موقع عمل يُحتم عليك قيادة فريق عمل من الموظفين أن:

• تستمع لأفراد فريقك، حيث إنهم يعملون على أرض الواقع بشكل دائم، وعلى علم في كثير من الأحيان بجوانب قد تغيب عنك كقائد للفريق. 

• تفهم مواطن القوة ونقاط الضعف في فريقك، لتتمكن من مساعدتهم في القيام بما هم أفضل فيه وفي نفس الوقت لتعمل على تطوير نقاط الضعف فيهم.

• تدرس بتمعن فرص الارتقاء الوظيفي لأفراد فريقك، وتذكر بأن الترقية ليست مكافأة إذا كانت في مجال مغاير لرغبة الموظف أو مواطن قوته.

• تركز على مدى ملائمة جو العمل وثقافته مع شخصيات من ترغب بضمهم إلى فريقك، حيث أنه من السهل تعليم النواحي الفنية للعمل ولكن من الصعب تطوير شخصية عضو في الفريق. 

• تكون حازماً في التعامل مع أفراد فريقك، وإذا كنت ترغب في تحقيق تقدم سريع وإيجابي ملحوظ لا تُضيع وقتك مع من لا ينتج فقط لكونهم أناس لطفاء.

• تقنع فريقك بالإجماع على جدية ما تود القيام به من تغييرات - قد تكون جذرية - خصوصاً إذا كان تنفيذ التغيير من أسفل إلى أعلى الهيكل التنظيمي للفريق. 

أنت بحاجة للعمل دائماً وجهاً لوجه مع فريق عمل من الموظفين، لذا تذكر بأن "التواصل" هو مفتاح الحل.

قصة وعبرة
قرأت مؤخراً كتاب "Tuesdays with Morrie" لبروفيسور علم الاجتماع "Morrie Schwartz" وقد استوقفني في الكتاب قصة قصيرة لفتت انتباهي إلى أننا كأفراد لسنا بمعزل عن المجتمع والبيئة التي نتعايش فيها، وإنما نحن جزء من منظومة أكبر بكثير من أنفسنا. 

يُحكى أن هناك موجة بحر صغيرة تتمايل على طول المحيط مستمتعة بالريح والهواء النقي ومندفعة باتجاه الشاطئ. فجأة، لاحظت الموجة بأن الموجات الصغيرة التي تسبقها تتحطم عند تلاقيها بالشاطئ. فصرخت: "يا للهول! هذا فظيع. ما الذي سيحدث لي"؟ حينها مرت موجة أخرى ورأت الأولى متجهمة فسألتها: "ما يحزنك"؟ فأجابت: "لن تفهميني! الأمواج ليس لها أي قيمة، فجميعنا سنتحطم عند ملاقاتنا للشاطئ". فأجابت الموجة الثانية: "لا، أنت لم تفهمي.. أنتِ لست بموجة، أنتِ جزء من المحيط الأكبر". 

نقطة أخيرة
لا تندم على أي يوم في حياتك، فاليوم الجيد يمنحك البهجة والسعادة، واليوم السيء يمنحك العلم والخبرة.

نشر هذا المقال بتاريخ 13 أغسطس 2015 في عمود "درايش" بجريدة "النجمة الإسبوعية" الصادرة عن شركة نفط البحرين (بابكو). للاطلاع على المقال المنشور في صيغة PDF